ميمي آيكون: أحلامٌ تحقّقت بالامتنان

 

 قررتُ أن تُصاحب كل قصة معزوفة عذبة في بداية القصة لتستمتع إليها وأنت تقرأ، أو أغنية جميلة في نهاية القصة لتختمها بأجمل حلة. استمع لروائع موسيقى هذا الأسبوع

 

 قد تكون الشخصية التي ستناولها هذا الأسبوع مثيرة للجدل، إلاّ أنّ في قصّتها وقفاتٌ كثيرة مميّزة تستحقّ الاهتمام والمتابعة، بدءاً مِن بداياتها المتواضعة حتّى يومنا هذا حيث أصبحت إحدى أصحاب الثروات الطائلة ومِن المؤثّرات الشهيرات على منصات التواصل الاجتماعي 

 

 

وُلدت ماريا ناغيزادا عام 1986 في عاصمة أذربيجان، مدينة باكو الجميلة في أسرة متواضعة مِن أبٍ وأمّ وأختها ليلى التي تكبرها بسنتين. كانت أذربيجان جزءاً مِن الاتّحاد السوفياتي لتُصبح دولة مستقلّة بذاتها بعد انفراط الاتّحاد. ومع أنّها عاشت هناك حتّى السادسة عشر من عمرها، لم تشعر ميمي أو ماريا بالتعلّق بهذا المكان، أو إلى أيّ مكانٍ أصلاً. كانت تشعر أنّها إنسانٌ يُحبّ البشر كافّة وينتمي إلى دول العالم كلّها بدون تفضيل بلدٍ على آخر. لذلك لم تكن رغبتها الدائمة بالسفر وليدة الصدفة، بل طغت على تفكيرها وطموحها بأن تتنقّل حول العالم يوماً ما. أمّا أحلامها هذه فاصطدمت بظروف العائلة الماليّة مِن ناحية حيث لم يكن المال كافياً للذهاب في رحلاتٍ سياحيّة، ومِن ناحية أخرى لم يكن سهلاً الحصول على فيزا للسفر إلى معظم البلدان. فاكتفت ميمي بمراقبة الطائرات التي أقلعت بجانب منزلها القريب مِن المطار، لتتخيّل نفسها تزور تلك المدن التي طالما شاهدتها في الأفلام الأمريكيّة، فيما تنتظر اليوم الذي ستركب فيه هذا "الطائر" وتخرج مِن شرنقتها تلك. ولم تتردّد هي وأختها في التعبير لأبيهما الذي عمل في شركة "بريتيش بتروليوم" النفطية عن حلمهما بالخروج إلى عالمٍ أوسع وأرحب، مما شجّع الوالد على المضي قُدماً فيما كان يُفكّر فيه أصلاً، فتقدّم بطلب الهجرة إلى كندا. وبعد ثلاث سنواتٍ من الانتظار كانت العائلة قد دفعت خلالها مبلغاً مرقوماً، أتت الموافقة على الهجرة ليشدّ آل ناغيزادا الرحال إلى مدينة تورونتو الكنديّة

 

بعد السفر الطويل وصلت العائلة أخيراً إلى ضاحية من ضواحي مدينة تورونتو، ومع أنها كانت أقرب إلى القرية منها إلى المدينة، كانت ميمي في قمّة السعادة بهذا الإنجاز الذي طالما حلمت به. وشيئاً فشيئاً بدأت الشقيقتان بتجربة الحياة على الطريقة الكندية، وأوّل جزءٍ فيها كان المدرسة. لم تأتِ المدرسة على قدر توقّعات ميمي التي تخيّلت أنّها ستكون محبوبة ومميّزة بين زملاء الدراسة الجدد، ففوجئت بالتلامذة يُشيرون إليها ويّسمّونها "الغريبة" نسبةً إلى وضعها كمهاجرة جديدة في البلاد. ومع أنّها لم تتأثّر بهذه "الحركات" التي يسهل وضعها الآن تحت عنوان "التنمّر" إلاّ أنّ ما أزعجها بالفعل هو الجلوس طويلاً في الفصل، هي التي تُحبّ الحركة ولا تُطيق المكوث طويلاً في مكانٍ واحد. وما أن عرفت أنّها تستطيع العمل خارج المدرسة على شرط أن تُسجّل حضوراً جزئياً فيها حتّى قامت بهذه الخطوة مِن دون تأخير

 

ودخلت ميمي سوق العمل عن سابق إرادة وتصميم، فهي أدركت مبكّراً أنّ عليها أن تعمل إذا أرادت أن تًنفق على نفسها وأن تُساعد والديها. كان ذلك يوم طلبت مِن أبيها عشرة دولارات لتُرافق أصحابها إلى السينما وجاء الجواب بالرفض. حزنت وقتها وأحسّت بالظلم لكن بعدها تجاوزت هذا الإحساس وقرّرت أن تأخذ زمام الأمور بيدها. فهي كانت تُشاهد معاناة والديها اللذين بدآ من الصفر بعد وصولهم إلى كندا فعملا في وظائف برواتب لم تكن كبيرة، فكان المال يُنفق على الضروريات فقط. والطريف أنّ أوّل شيءٍ قامت به بعد أن وفّرت مائتي دولار من راتبها هو تغيير اسمها بشكلٍ قانوني من ماري إلى الاسم الذي أحبّته عن حقّ، ميمي

 

اشتغلت ميمي في مختلف الوظائف فجرّبت العمل لدى فندق ثمّ في مطعم للوجبات السريعة ثمّ في بنك بجانب منزلها. أمّا هذه الوظيفة الأخيرة فكان الجانب الاجتماعي هو الأجمل بالنسبة إليها لأنّها مُحبّة للناس بطبيعتها. فأحبّت فريق العمل كما كان للعملاء نصيبٌ من الصداقات التي أنشأتها معهم أيضاً، وظلّت تعمل في هذا البنك طوال سبع سنوات

 

في هذه الأثناء كانت ميمي قد تخرّجت مِن المدرسة واختارت دراسة "الأعمال التجارية الدولية" في الكلّية (الكولدج، أي مرحلة ما قبل الجامعة) وكانت تجد صعوبة في التوفيق بين عملها وبين دراستها، خصوصاً وأنّها عملت في مكانَين مختلفين في تلك الفترة، متكفّلة بمصاريف الدراسة بالإضافة إلى المبلغ الشهري الذي تُساعد أهلها به. فلمّا جاء دور مادّة المُحاسبة استنتجت ميمي أن النجاح في هذه المادّة سيحتاج إلى دروس خصوصية ومزيدٍ من الدعم، وهو الأمر الذي دفعها لتقييم وضعها والتزامها بهذا البرنامج بأكمله. لم تستهوها مادّة المُحاسبة على وجه الخصوص، وفكّرت أنّها مستقبلاً ستستعين بمُحاسب ليقوم بهذه المهمّة بدلاً مِن إجرائها بنفسها إذا دعت الحاجة إلى ذلك. وبعد تفكيرٍ طويل فضّلت ميمي أن تتوقّف عن إكمال البرنامج بعد سنة واحدة مِن الانضمام إليه. بالنسبة إليها لم يقتصر التعليم على البرامج التقليدية في الكلّيّات والجامعات بل هو متاح بأشكالٍ أخرى خصوصاً بعد توفّر الدورات الدراسيّة المفتوحة في منصّاتٍ عديدة على الإنترنت، وهذا كان حافزاً لها كي تستمرّ في التعلّم بطريقتها الخاصّة في وقتٍ لاحق

 

كانت النقطة التي شكّلت مفترقاً لها فيما بعد هي لقاؤها بزوجها الحالي في البنك حيث كانت تعمل. جمعتها بـ "أليكس"، ذاك الشابّ الأشقر الذي تبيّن لها لاحقاً أنّه من أصول روسيّة، اهتماماتٌ كثيرة مشتركة فسرعان ما أصبحا صديقَين. ولم يكتفِ أليكس بالصداقة بل حاول أن يُحدّثها بمستقبلٍ رآه يجمعهما، ولكنّها رفضت وفضّلت أن يبقيا صديقين. رفضت ميمي اقتراحه بدون ذكر الأسباب لأربع مرّات متتالية! لكنّ اليأس لم يعرف طريقه إلى أليكس فنجح أخيراً في إقناعها بمشاركته حياته في المستقبل. وبعد أن أمضى بضعة سنوات في عمله هناك اكتشف أصحاب البنك أنّه يُدير عملاً جانبياً له في نفس الوقت فقاموا بطرده! ومع أنّه فوجئ بنفسه وقد أصبح عاطلاً عن العمل إلاّ أنّ هذا الحدث نبّهه إلى أمرٍ مهمّ.  بعد التأمّل وجد أليكس أنّ رغبته الحقيقيّة تكمن في ريادة أعمال وليست صعود السلّم الوظيفي في القطاع المصرفي. وفي نفس الوقت كانت ميمي أيضاً تُعيد حساباتها، فعلى حبّها لفريق العمل ولعملائها الذين أصبحوا أصدقاء، إلاّ أنّها لم تشعر يوماً بالانتماء إلى هذا المجال. فما كان منها غير أن غادرت البنك هي الأخرى، مع أنّها كانت قد حصلت على ترقية آنذاك! فضّلت أن تبحث عن شغفها الحقيقي وعمّا تُريد تحقيقه في المستقبل. وهذا ما قادها لتدرس في بضعة شهور لتحصل على شهادة في مجال أحبّته كثيراً وتُصبح مستشارة للمظهر الخارجي

 

كانت هذه الفترة مليئة بالتحدّيات، إذ وصلت حالتهما الماليّة لأدنى درجاتها بعد أن انقطع المورد المالي عنهما. إلاّ أنّها لم تكن فترة عديمة الفائدة، بل على العكس استثمر أليكس وميمي وقتهما في التأمّل والتعلّم مِن تجارب الآخرين في عالم الأعمال. وكثيراُ ما كانا يأخذان وقتاً للتنزّه سيراً على الأقدام بهدف الامتنان. وكانت هذه إحدى النصائح السحريّة للمحدّث التحفيزي "طوني روبنز" التي قرّر أليكس وميمي اتّباعها بحذافيرها. فما هي نزهات الامتنان؟ باختصار هي المشي بينما يقول الإنسان في نفسه أو بصوتٍ عالٍ كم هو ممتنّ للأشياء التي "يمتلكها" مع أنّه حالياً يتمنّاها ولم تتحقّق بعد، وكم هو ممتنّ للأمور التي "حدثت" في حياته مع أنّه يتمنّى حدوثها ولم تأتِ بعد. وتروي ميمي موقفاً مضحكاً عن والدها الذي اتّصل بها يوماً بينما كانت في نزهة امتنان مع أليكس، فما كان منه غير أن ذكّرهما بضرورة البحث عن عمل بدل التنزّه هنا وهناك. وكما سنعرف في بقيّة القصّة، ما حصل لاحقاً كان صدىً للامتنان الذي عبّرا عنه أثناء هذه النزهات لحصولهما -في المستقبل- على متعة السفر، ووفرة المال، وريادة الأعمال وامتلاك شركة كبيرة

 

وكان الموعد المنتظر، حيث التقت الصدفة البحتة بالتحضير المسبَق. فقبل موعد زفافهما بمدّة بسيطة كانت ميمي تبحث عن وصلات للشعر وبالفعل اشترت واحدة بحوالي مائتي دولار لتُفاجأ بأنّ الوصلة ذات نوعية سيّئة للغاية إذ كان الشعر سميكاً في الجزء العلوي ناحية الرأس وخفيفاً في الجزء السفلي، أي عكس ما يجب أن يكون عليه. وفي الوقت الذي كانت ميمي تُعبّر لأختها كم هي متضايقة مِن صعوبة العثور على وصلة شعر ممتازة بسعرٍ جيّد، صادف أن كان أليكس في الغرفة ذاتها ليسأل عن المشكلة. وبعد أن شرحت له ميمي كلّ شيءٍ عن وصلات الشعر لمعت عيناه بالفكرة التي حدّث الشقيقتين عنها فوراً، فلمَ لا تكون وصلات الشعر هذه أساس المشروع الذي سيعملون عليه؟ وبالفعل، بعد وقتٍ كافٍ مِن البحث والتدقيق، والاتصال بمختلف المورّدين مِن الصين، ومعاينة النماذج واختيار ما ناسبهم منها وتصميم غلافها، أطلق الثلاثي اسم "لاكسي هير" على منتجهم الجديد. وقاموا بتسويقه بطريقة ذكيّة جدّاً. فكانت ميمي وأختها تنشران الفيديو تلو الآخر على اليوتيوب عن طرق تصفيف الشعر باستخدام وصلات الشعر تلك. ولم تكن هناك دعوة واحدة لشراء هذا المنتج سوى ذكر اسمه في نهاية كلّ فيديو! وشيئاُ فشيئاً بدأت الطلبات تتكاثر مع المشاهدات التي بلغت المئات فالآلاف، ونجح الثلاثي نجاحاً باهراً في وقتٍ قياسي! (ملاحظة: سنتحدّث بإسهاب حول هذا المشروع عندما نتناول قصّة أليكس بمفرده لاحقاً)

 

وهكذا تحقّقت أماني ميمي وأليكس وأصبحا فعلاً مِن أصحاب الثروات ليسافرا كيفما يشاءان ويعيشان بارتياح بعد حبسٍ طويلٍ للميزانيّة والأنفاس! ولكن أمراً ما أقلق ميمي. فهذه الثروة التي هبطت عليها فجأة في غضون شهورٍ قليلة والتي خُيّل إلى ميمي أنّها الحلّ السحري لجميع المشاكل لم تكن أبداً كذلك. ببساطة، أدركت ميمي بعد فترة أنّ المال لم يجلب لها السعادة. ووقعت في براثن الاكتئاب الذي أطلّ برأسه فور حصولها على الأمان الكامل في حياتها. لم تعرف ميمي سبب حزنها إذ لم تشتكِ مِن مشاكل صحّية، وكانت علاقتها بزوجها أكثر مِن ممتازة، فهي التي أحبّته واختارته بنفسها ليكون شريك حياتها. والوقت الوحيد الذي كانت تعود فيه إلى طبيعتها كان وقت تصوير الفيديوهات المقرّر نشرها للجمهور. أمّا عدا ذلك فنفقٌ أسود مشت فيه ميمي وسط الكآبة ونوبات الهلع لتبحث عن حلّ في مختلف الوجهات. فذهبت إلى الأطباء النفسيّين وخبراء الطاقة وجرّبت مختلف العلاجات. وبعد طول عناء تعرّفت إلى نوعٍ من التأمّل تقول هي أنّه الوحيد الذي ساعدها في ضبط أفكارها. وهو – تأمّل الـ "فيباسنا" أو التأمّل الصامت – الذي أخرجها مِن حالة الاكتئاب والقلق المستمرّ. كما أنّها لم تستغنِ عن إمضاء وقتٍ قصيرٍ كلّ يوم لتكتب في مدوّنتها عن كلّ ما هي ممتنّة له وكلّ ما هو إيجابي في يومها

 

ميمي اليوم أمّ لطفلة في الرابعة من عمرها اسمها "أليكسا"، وهي ما تزال ناشطة على منصات التواصل الاجتماعي وتتناول مختلف المواضيع، ويُتابعها مئات الآلاف مِن المعجبين والمعجبات

 

، 

نأمل أن تكون قصّة "ميمي آيكون" قد حملت لك إلهاماً في أكثر مِن جانبٍ واحد. وقد استخلصنا بعض الدروس مِن تجربتها وهي الآتية

، 

كما كتب الشاعر التركي ناظم حكمت في إحدى رسائله إلى زوجته، "أجمل الأنهار لم نرها بعد، أجمل الكتب لم نقرأها بعد، أجمل أيّام حياتنا لم تأتِ بعد!"، أدركت ميمي أهمّية الامتنان وقوّته في مراحل مختلفة مِن حياتها. فلم تتردّد في الامتنان لما سيأتي عندما كان وضعها المالي مهزوزاً، ولم تتردّد في التعبير عن امتنانها للنعم التي لا تُعدّ ولا تُحصى في حياتها الآن. فالامتنان كان ضرورياً لجودة حياتها في كلّ المراحل وهو كان أحد الأسباب لتخرج مِن الاكتئاب الذي أصابها. كتابة خواطرك في توثيق ما أنت ممتنّ لأجله لدقائق معدودة على الورق كلّ يوم ستُغني حياتك وتملأها إلهاماً وتتّجه بها إلى معانٍ أروع

،

تذكر ميمي أنّ والدتها معلّمة البيانو كانت تطلب منها التمرين يومياً بالعزف على البيانو لمدة لا تقلّ عن ساعة إلى ساعتين. ومع أنّ ميمي لم تهوى الموسيقى وقد مضت الآن عدّة سنوات بدون أن تلمس البيانو إلا أنّها أدركت قيمة هذه التمارين "الإلزامية" لأنّها تعلّمت مبدأ الالتزام. وبالفعل، التزامها بالعمل أثناء دراستها أفادها جداً فيما بعد والتزامها بنشر الفيديوهات لتسويق "لاكسي هير" كلّ أسبوع لمدّة ثلاث سنوات متتالية وثّق علاقة الشركة بجمهورها ورسّخ نجاحها

، 

الإدراك العالي للذات مهارة تُمكّنك مِن اتّخاذ القرارات بسهولة ويُسر وبطريقة تتماشى مع قِيَمك، وهذا بالضبط ما تمتّعت به ميمي التي كانت متّصلة بذاتها بعمق. فالخطوات التي أقدمت عليها في أكثر مِن موقف أتت بعد تفكيرٍ وتأمّل فيما يُناسبها، سواء أكان ذلك عند تغيير اسمها أم قراراها بالعمل أثناء دراستها في المدرسة أم التوقّف عن دراسة مادّة الأعمال التجارية للتوجّه إلى نيل شهادة أخرى لتُصبح مستشارة في أسلوب المظهر الخارجي(الأزياء)

، 

وهذا يقودنا إلى المهارة الأخرى التي ميّزتها بأنّها لم تتأثّر بكلمات الناس مِن حولها ومارست قناعاتها بصرف النظر عن رأي الآخرين في أفعالها. فمثلاً كان لوالدها رأيٌ مخالف بالنسبة إلى دراستها لأنّه كان يؤمن إيماناً شديداً بالتعليم الجامعي، وحاول كثيراً أن يُثنيها عن قراراها بعدم السعي إلى نيل شهادة جامعية، ومع ذلك لم تتراجع عن قرارها

، 

قوّة التخيّل مِن المهارات الرائعة التي كانت ميمي مفطورة عليها، فمنذ صغرها استغرقت في أحلام اليقظة العامرة بالتفاصيل بفضل مخيّلتها الغنيّة فرأت نفسها كأنّها نجمة على مسرح والأضواء مسلّطة عليها والناس تُتابعها، كما شاهدت نفسها تزور مختلف البلدان، وهذا بالضبط ما حصل فيما بعد! فها هي قد اشتهرت وأصبحت السياحة هوايةً لها. فلا تستخِفّ بقوّة الخيال ولا تستهِن بحلمك. كان بوسع ميمي أن تستهين بأحلامها انطلاقاً مِن المستوى المتواضع التي كانت تعيشه إلا أنّها آمنت بما تخيّلت ولاحقت أحلامها حتّى تحقّقت

، 

أمّا الرجوع عن القرارات فهو بالنسبة إلى ميمي فضيلة، فلو أنّك اتّخذت قراراً ثم رجعت عنه فهل هذه نهاية العالم؟ كلا بالتأكيد. عندما بلغت سنتها الثانية والعشرين، أصاب ميمي شعورٌ فظيعٌ بالإرهاق مِن كثرة الوظائف والالتزامات فقرّرت أن تُسافر عائدة إلى أذربيجان، فحسمت أمرها وباعت سيّارتها وحزمت حقائبها ورجعت إلى مسقط رأسها باكو. وبعد سنة تبيّن لها أنّ القرار كان خاطئاً فببساطة توجّهت عائدة إلى تورونتو. لم يكن لديها مشكلة في تصحيح مسارها

، 

شاركونا شو الدرس اللي اذا طبقتوه ممكن يغير مسار حياتكم بالكامل ؟

 

 

،  

:المراجع

مقابلة ١ مع ميمي، المقابلة جداً رائعة وملهمة

مقابلة ٢ مع ميمي

 

مقابلة ميمي وزوجها اليكس على " أبل بودكاست" الخاصة بهم

أو على "سبوتفاي بودكسات" لأجهزة الآندرويد 

Leave a comment