أليكس آيكون: مِن البدايات المتواضعة إلى القمم الشاهقة
هل ولد أليكس أيكون وفي فمه ملعقة مِن ذهب؟ قد يعتقد الكثيرون أنّ حياته كانت مرفّهة جداً منذ ولادته، ولكن على العكس أتى أليكس مِن عائلة روسيّة متواضعة جداً لأبٍ وأمّ هاجرا إلى كندا عندما كان هو في التاسعة من عمره. لم يهاجر الزوجان لتحسين مستوى حياتهما فحسب بل لسببٍ طارئ حتّم عليهما هذه الخطوة. لقد تعرّضت الأم مِن تهديد صريح وواضح مِن أخيها المسجون بقتلها فور خروجه مِن السجن، فكانت الهجرة هي الحلّ للنجاة بنفسها. ولكن بعد وصولهما إلى مدينة تورونتو بسنة واحدة حصل الطلاق بين الزوجين، فاضطرّت والدة أليكس أن تُعيله وأخته وأن تتوظّف في المصانع والمعامِل. وعلى صغر سنّه لم يُمانع أليكس أن يُساعد والدته في جلب المزيد من المال فنزل إلى الشارع واستلم أول وظيفة له على الإطلاق في بيع الزهور في مواقف السيّارات. وبالنسبة إليه كانت هذه الفترات التي قضاها في البيع نهاية عطلة كلّ أسبوع إحدى التجارب التي تركت أثراً جميلاً في حياته
كانت أمّه مشغولة عنه باستمرار بسبب عملها المتواصل فقضى معظم أوقاته وحيداً، وهو الأمر الذي عانى منه أثناء المراهقة. ومع أنّها تزوّجت لاحقاً إلاّ أنّ زوج أمّه توفّي بعد فترة، وتوفّي أيضاً والده بعد إصابته بمرض السرطان ليظلّ أليكس مشتاقاً إلى صورة الأب في حياته بعد أن فقد والده في السابعة عشر من عمره. كانت هذه مِن أصعب سنوات حياته، وكان قد تعرّف إلى “أصدقاء" لم يكونوا صدوقين فسلك معهم طريقاً أودى به إلى إدمان الشرب والتدخين والمخدّرات. أمّا المدرسة فلم يأخذ أليكس أمور الدراسة بجدّية فيها خصوصاً وأنّه كان ينجح بصعوبة كلّ سنة، فتغيّب عنها لمرّات عديدة
ولحسن الحظ أتت عليه لحظاتٌ في أوقاتٍ متقاربة ليتأمّل أسلوب الحياة التي اتّخذها آنذاك. فيذكر أنّه في أحد الأيّام بينما هو عائد إلى بيته شاعراً بالضيق والظلم، سمع صوته الداخلي يقول له "لن يُنقذك أحد. إذا كنت تريد أن تصنع مِن حياتك شيئاً مهماً، يجب عليك أن تعمل، فأنت الوحيد الذي يستطيع بناء حياتك ووحدك المسؤول عن ذلك." فكانت هذه اللحظة الأولى التي يعترف بها لنفسه أنّ الحلّ بيده للخروج بنفسه مِن هذا المستنقع. بعد ذلك تورّط مع صديقٍ له باستخدام بطاقة ائتمان مسروقة بطريقة غير مشروعة فتمّ اقتياده إلى الشرطة ثمّ المحكمة، وهناك فوجئ أليكس بالشباب الذين حضروا وكانوا في مثل سنّه. فمِن تعابير وجوههم لاحظ أليكس أنّها لم تكن المرّة الأولى لهم في المحكمة، وما استوقفه حقيقةً هو شعورهم بالبلادة وباللامبالاة في مثل هذا الموقف. كأنّهم حكموا على نفسهم بالفشل إلى الأبد، وبأنّهم لا ينتمون إلى ذلك المجتمع. سبّب له هذا الموقف صدمة، فمِن جهة المثول أمام المحكمة أثبت له أنّ هذه المواقف ليست بعيدة عن أي إنسان، فها هو نفسه بدأ يرتاد أقسام الشرطة والمحاكم كمُذنب. ومِن جهة أخرى لم يرغب أبداً أن يكون مثل أولئك الشباب الذين لم يرفّ لهم جفن أو يشعروا بفداحة ما فعلوا. أمّا الموقف الذي ترك بصمة على شخصيّته فتحقّق بفضل مدير والدته عندما أهداها أشرطة للمتحدّث التحفيزي الشهير "توني روبنز" عن القدرة الشخصية، ولم يتأخّر أليكس في سماع محتواها. وكانت تلك الأشرطة سبباً في تشجيع أليكس على تخطّي الصعوبات التي واجهته وإعادة تصميم حياته للخروج مما يُعاني منه، والشعور بالامتنان لكلّ النعم التي حظي بها وتقديرها حقّ قدرها. وهنا بدأ أليكس يعود إلى رشده فقرّر أن يتحمّل المسؤوليّة ويجدّ في دراسته ليتخرّج مِن المدرسة بدرجاتٍ تؤهّله للتوجّه إلى الجامعة
كان اهتمام أليكس منصبّاً على العمل في وظيفة تُدرّ عليه المال في المستقبل، فاختار أن يتوظّف في مصرف قبل أن يدخل الجامعة ليكون قد اكتسب خبرة تؤهله لمنصبٍ أعلى بعد التخرّج ولتوفير المصاريف اللازمة لدخول الجامعة. هذه كانت خطّته التي رسمها لنفسه وقد رأى مستقبله واضحاً كمدير مصرف أو أحد المدراء الكبار في هذا القطاع. وفي الثامنة عشر من عمره بدأ العمل في مصرفٍ كنديّ كمُحاسب بدوامٍ كامل ليدخل الجامعة بعدها ويبدأ حضور الدروس الليلية مِن السابعة إلى العاشرة ليلاً. وفي فترة قصيرة استطاع أليكس أن يحصل على ترقية في المصرف ليُصبح مُدير حساب، وكان سعيداً بالعمل هناك خصوصاً أنّ مديرته كانت رائعة
هناك تعرّف على زميلته ميمي التي أصبحت زوجة المستقبل فيما بعد. وكانت ميمي (التي نشرنا قصّتها الأسبوع الماضي) أيضاً موظّفة ناجحة في المصرف ولها عملاء على استعداد أن ينتظروا طويلاً لمقابلتها فتعرّف إليها عن قرب ثمّ فاتحها بحلمه أن يكونا سوياً ويتشاركان الحياة معاً في المستقبل. ومع أنّها قامت بصدّه أكثر مِن مرّة إلّا أنّهما اتّفقا في النهاية
وظلّ أليكس يعمل بجدّ ويقوم بأحسن واجباته في المصرف نهاراً ليلحق بجامعته ليلاً حتى جاء يومٌ طلب فيه المسؤول عن أمن الشركات مقابلته سنة 2008. شعر أليكس بالقلق مِن هذا الطلب الغريب إذ أمن الشركات عادةً ما يطلبون الموظّفين لبحث مشكلة معيّنة معهم. وحدّث مديرته التي ما لبثت أن طمأنته بأن ليس هناك سبب للقلق. ودخل أليكس تلك الغرفة ليُشاهد المسؤول والمسؤولة هناك بزيّهما الرسمي وأمامهما أوراق مكدّسة طبعتها الشركة بعد اختراق بريده الإلكتروني وقراءة ما بداخله. وهذه إحدى ممارسات الشركات الكبرى التي تقوم بجولة اختراق لحسابات البريد الإلكتروني للموظفين للتأكّد أنّ كلّ شيء على ما يُرام وأنّ العمل يسير كما يجب. والحقيقة أنّ أليكس الطامح لزيادة مدخوله كان يستخدم بريده الرسمي الإلكتروني التابع للمصرف للقيام بوساطة تجارية مع صديقٍ له في بيع السيارات وشحنها مِن كندا إلى روسيا. وكان المفروض أن يستخدم بريده الإلكتروني الخاصّ لمزاولة هذه الخدمة بدلاً مِن بريد العمل. وكان الطرد هو ردّ المصرف على هذا التجاوز مما صدم أليكس بقوّة. "كنت مدمّراً"... يصف حالته وقتها، هو الذي لم يخطر بباله أن تكون هذه نهاية عمله في الوظيفة التي كان يُخطّط أن يصعد سلّمها ليصل إلى أعلى المراتب. أحسّ أنّه مجرّد رقم وقرّر ألا يتوظّف في أي شركة بعد ذلك. ومع أنّ إنشاء شركة خاصّة به ودخول ريادة الأعمال لم تكن ضمن تفكيره إلا أنّ طرده مِن المصرف دفعه دفعاً للتفكير بهذه الطريقة الجديدة
وبعدما عرفت خطيبته ميمي بما جرى غضبت هي الأخرى وتركت المصرف مع أنّه حاول ثنيها عن هذا القرار اللامنطقي، فهما بحاجة إلى مورد مالي واحد على الأقل. ولكنها صمّمت على موقفها واختارت الرحيل ليستعينا كلاهما بالقليل من المال الذي وفّرته الحكومة ريثما يجدان عملاً آخر
في هذه الحقبة لاحظ أليكس بزوغ نجم منصات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيس بوك، وتوقّع بحدسه كيف ستّتجه الشركات والأعمال إلى الاستفادة القصوى من هذه الوسائط. ولم يتأخّر بالانخراط في هذا العالم ويتعلّم كلّ شيءٍ عنه ليُقرّر أن يُسوّق لنفسه كمستشار في كلّ المواضيع المتعلّقة بوسائل التواصل الاجتماعي وبالتسويق الإلكتروني. كان يأمل أن يُقدّم خدماته إلى الشركات ويعمل معها لتزدهر في ظلّ هذا العالم الجديد. وبلغ به الحماس أن يدرس التصميم الجرافيكي أيضاً حتّى يقوم بتصميم المواقع الإلكترونية والمدوّنات وحتّى الشِعارات مِن ناحية جمالية. كان فاعلاً وخبيراً في المجال ولكنّه لم ينجح في تسويق نفسه كما يجب. هنا لاحظ أليكس أن هناك فرقاً بين أن تكون متمكّناً مِن علمك وخدماتك وبين أن تكون مسوّقاً جيّداً لتلك الخدمات. ولم يشعر بقيمة علمه هذا إلا يوم استدعاه أحد أصدقائه ليتكلّم لمدّة ساعة في حضور مديرٍ تنفيذيٍ لشركة كان بحاجة إلى مشورة في هذا الموضوع، فما كان مِن المدير غير أن كتب شيك بثلاثمائة دولار كاملة عن تلك الساعة لأليكس. في تلك اللحظة أدرك أليكس أنّ هناك مَن هو بحاجة فعلاً له ولخدماته، وأنّ قدراته مهمّة فعلاً
بعد ذلك عمل أليكس مع صديقٍ أنشأ شركة واحتاج إلى مساعدته في التسويق الإلكتروني فعمل لديه أليكس بعض الوقت. كانت هذه المرحلة مهمّة لأنّ أليكس أفاد جداً من طريقة العمل الجديدة التي اتّبعها صديقه الذي كانت له اتّصالاتٌ مع مختلف المورّدين الصينيين لاستيراد البضائع فتعلّم أليكس منه كيفية إدارة هكذا أمور
في هذه الأثناء كان أليكس يُتابع عن كثب نجاح المؤثّرين في مجال التسويق مثل سيث جودن وغاري فاينرتشوك في عالم الأعمال، فهذا الأخير كان مثالاُ ناجحاً للشركات التي استخدمت انتشار وسائط التواصل الاجتماعي وخصوصاً منصّة يوتيوب لصالحها. ولكن أكثر ما ترك بصمةً في روحه هو تيم فيريس صاحب كتاب "أربع ساعات عمل في الأسبوع" وهو الذي أبهر أليكس تماماً. باختصار يبحث الكتاب الطرق المختلفة التي يُمكن للإنسان أن يُصمّم بها حياته ليعيش كما يرغب بدون قالبٍ وظيفي محدّد، أي أن يجمع ما يكفيه مِن المال (قليلاً كان أم كثير) لتُصبح حياته أقرب إلى أهدافه. وهذا الذي أقنع أليكس وميمي بضرورة التوصّل إلى فكرة شركة تُناسبهما. لم تكن أحلام ميمي وأليكس مستعصية، فهما يُحبّان السفر والتجوال حول العالم قدر الإمكان، وطبعاً يرغبان في المال لتسهيل أمورهما، وكانت الفكرة الريادية المنشودة هي التي ستُحقّق لهما هذه الأحلام البسيطة
وكما تحدّثنا في المنشور السابق، كان للحظ (الحظ هو إلتقاء استعداد بفرصة) دوراً أساسياً في عثورهما على تلك الفكرة. فميمي التي أرادت أن تبتكر تصفيفة شعرها قبل الزفاف أُحبطت عندما اشترت وصلة شعر سيّئة بمبلغ مرتفع ليسأل أليكس عن المشكلة ويبدأ بالتعرّف إلى عالم وصلات الشعر. كانت تلك الوصلات موجودة بكثرة في المملكة المتّحدة، أمّا في كندا وأمريكا فكان الأمر معكوساً. ولم يُفكّر أحد أن يطلبها مِن قارّة أخرى لأنّها أصلاً غالية الثمن عدا عن تكلفة الشحن. وهكذا قرّر أليكس أنّ هذه هي فكرته التي سيعمل عليها، فأسّس مع ميمي وليلى شقيقة ميمي شركة "لاكسي هير" لوصلات الشعر التي قرّر أليكس فوراً أنّهم سيبيعونها على موقع إلكتروني خاصّ بهم وسيُسوّقون لها بتصوير الفيديوهات التعليمية حول مسائل الشعر على يوتيوب حتّى قبل أن يكون المنتج جاهزاً. وفي الليلة ذاتها بدأ أليكس بالبحث على صفحة "علي بابا" من أجل تحديد المورّدين الذين سيتّصل بهم ويتعامل معهم. وبعد فترة قصيرة اختار أليكس مورّداً يوحي بالثقة كانت بضاعته ذات جودة عالية وكان التواصل معه أيضاً سهلاً فبدأ التعاون بينهما. وباستخدام بطاقات الائتمان الموجودة لديهم قام الفريق بطلب 20،000 وحدة، وهي المخاطرة الضرورية التي لم يستطيعا البدء بدونها. وقام أليكس بتصميم الموقع الإلكتروني وإعدادات التشفير وحتى اعتنى بتصميم غلاف المنتج أيضاً. ولاحظ أنّ المواقع الإلكترونية المنافسة كانت تخلو مِن الصور ذات الجودة العالية فاشترى كاميرا احترافية وبدأ بمساعدة زوجته وشقيقتها بتصوير وصلات الشعر ليرفعوا صوراً جذابة لمنتجهم على الموقع. وكانت استراتيجيتهم في التسويق بسيطة، وهي عرض المنتج بدون الإلحاح على العملاء أن يشتروه. وكانت ميمي وشقيقتها ليلى في كلّ فيديو تُشيران إلى اسم وصلة الشعر المستخدمة في موديل الشعر وإلى موقع "لاكسي هير" الإلكتروني. وشيئاً فشيئاً بدأ يرتفع عدد المشاهدات لتلك الفيديوهات. ولا ينسى أليكس ذلك اليوم حينما استفاق مِن النوم ليجد ثلاث عمليّات شراء كانت قد تمّت أثناء نومه. ذلك اليوم كان المعنى الحقيقي لريادة الأعمال كما وصفها أليكس
وهكذا أصبح أليكس رائد أعمالٍ ثريّ، ولكنّه أدرك أنّ المال الزائد لا يعني شيئاً. فكلّ ما يهمّ فعلياً هو القيمة التي يُقدّمها الإنسان لمَن حوله. القيمة هي مفتاح النجاح. فإذا كان الثراء حلمك فلا بأس، وستسمع مِن أليكس كلمات التشجيع الكثيرة عبر حلقاته المتتالية في البودكاست الذي أطلقه، أنّك لست بعيداً عن تحقيق أحلامك إذا اتّبعتَ الأسس الصحيحة في عملك الريادي، وأهمّ تلك الأسس الجودة، والقيمة، والاستمرارية والموثوقية
سنة 2018 قرّر الثنائي بيع شركة "لاكسي هير"، فما السبب وراء بيع شركة بهذه الأهمّية حوّلت حياتهم بالكامل ونقلتهم نقلة نوعيّة؟ بالفعل، أمّنت هذه الشركة الحرّية المالية لأليكس وميمي آيكون، وهم بذلا في سبيل هذه الحرّية الكثير وقدّما محتوى قيّم جداً حتّى وصلا إلى ما هما عليه. ولكن مع هذا التحرّر الذي حصل بدأ تركيزهما ينصبّ على إنشاء أعملٍ أخرى تتماشى أكثر مع قيَمهما العليا. هذا عدا عن انتقالهما للسكن في مدينة لندن فساهم البُعد الجغرافي في الشعور بالتباعد عن شركتهم الأساسية. فكان البيع ليؤسس أليكس وكالة "دريمرز أند كرياترز" وشركة "إنتلجنت تشاينج". ولا عجب أن تكون "مذكّرة الخمس دقائق" الشهيرة التي تقوم فكرتها على الامتنان وتدوين الأفكار الإيجابية إحدى منتجات شركة "إنتلجنت تشاينج" التي شارك أليكس في إطلاقها سنة 2013. وهي مذكّرة مصنوعة مِن موادّ صديقة للبيئة. كما أطلقت ميمي علامة "لوف هير" للعناية بالشعر مِن مواد صديقة للبيئة أيضاً. أليكس وميمي أيضاً مِن المستثمرين الخيّرين الذين يمنحون الشركات الناشئة دعماً مالياً سخيّاً مقابل تملّك أسهم في الشركات نفسها. وهم اليوم والدان لـ "أليكسا" ويسكنان الآن في مدينة لندن
،
هيّا نُلقي نظرة على بعض الدروس المُستفادة من قصّة هذا الأسبوع
مهما كان هناك أشخاصٌ جاهزين لمُساعدتك، القرار يعود لك وحدك في النهوض بحياتك. ومهما حاول الناس أن يقفوا بجانبك في المواقف الحرجة، المطلوب منك أن تأخذ أنت القرار بتحمّل المسؤوليّة وتغيير حياتك للأفضل
كسب المال هو بالفعل نتيجة للقيمة التي تمنحها لمَن حولك في الخدمات أو المنتجات التي تُقدّمها إليهم. وإذا توافقت هذه القيمة مع شخصيّتك وروحك فالنتيجة ستكون إبداعاً يصل بك إلى المال بسهولة
عقليّة النموّ "آلية التفكير" ستأخذك بعيداً لو تحلّيت بها. كان والد أليكس دائماً ما يُقارن بين أداء أليكس الضعيف في المدرسة وبين أداء أخته المتفوّقة. كان مِن الممكن أن يحكم على نفسه حُكماً نهائياً بالفشل لولا أنّه رأى في قرارة ذاته أنّ الأمور ممكن أن تتغيّر إلى الأفضل. وهذا ما حصل حقيقةً فاشتغل على نفسه وثابر ليتخرّج ويعمل ويُصبح رائد أعمال
وهذا يقودنا إلى النقطة التالية، فإذا حصل أمرٌ صعب أو مؤسف في الحياة فهي ليست نهاية العالم. وفي معظم الأحيان تؤدّي الكثير من الأحداث التي قد تكون سلبيّة في ظاهرها إلى ولادة أمور إيجابيّة. لولا تعرّض والدة أليكس للتهديد بقتلها لما فكّرت بالهجرة أصلاً إلى بلدٍ منح أليكس الكثير مِن الفرص الحقيقية للنجاح على عكس بلدانٍ أخرى في تلك الحقبة. ولولا أن طُرد أليكس مِن المصرف الذي يعمل فيه لما فكّر بأن يؤسّس شركته الخاصّة
إذا كنت تشعر أنّك تًغرّد خارج السرب فهذا لا يعني أنّك فشلت. عدم القدرة على النجاح بالطريقة المعتادة تعني فقط أنّ لكلٍّ منّا قالبٌ خاصّ به ونجاحٌ يُميّزه وحده دون غيره
،
:المراجع
حلقة ملهمة عن إنشاء شركة "لاكسي هير" وبيعها. الرابط لأجهزة الآندرويد والآيفون
حلقة ملهمة عن إنشاء شركة " لاكسي هير" وبيعها . الرابط للآيفون فقط
Leave a comment